أحوَالُهُنَّ فِي الحُبّ -2-
هي ما عرفت الهوى و لا عُرِّفته ، و لا ذاقت من مُدام الحبِّ رشفة تهوي بها في غيابات الهيام و الشوق الممتدِّ أبدا، تزوم كُلَّما نُبِّئت بحديثه ،ترغي كما الزَّبد كلَّما جمعها المجلس بإحداهن و همست لها بأقاصيصه، تُعرض، و تنأى جانبا عنه ترى فيه وحشا ضاريا ،تزأر و تعربد و في قلبها لم يكن إلَّا مواء قطَّة تخشى الأسد هكذا كانت مذ عرفتها من زمن بعيد، ترى الحبَّ قبضة لا مخرج منها و هي المتحرِّرة _زعمت_ لن تُسلم قلبها أبدا، و كان أغلظ الحديث لديها حديثه تراها ما إن تتهامس الفتيات في حديثهن منتفضة لا تلوي على شيء بعدُ، و الفتيات يرمقنها و في قلبهن حديث الاستغراب و الدَّهشة، ينبزنها همسًا بجلافة في الطَّبع و قلَّة أنوثة و يرون فيها امرأة لم تُخلق كغيرها من عطر الورد و لا من مسك الأيل و نسمة الفجر و لكنَّها خلقت من طين لازب! صديقتي يا سادة؛ نديَّة كالزَّهر، ناعمة الملمس هيفاء القد، عينان كالمها تخترقان غور القلب ما إن ترميك بهما، صديقتي ليست كما يقولون صلبة الطَّبع كأجلاف الأعراب، و لا كما يهمسن سرَّا فاقدة أنوثة و لكنَّها كرشأ الغزلان متيقِّظة من وثبة الكواسر، مذ...